لقد شرّع الإسلام وسائل وأساليب تنظّم علاقة المرأة بالرجل بهدف إقامة حياة أُسرية كريمة تكون المرأة فيها عرضاً مصوناً وشرفاً مكنوناً زوجةً وأُمّاً.
ومن هنا جاءت أحكام الشرع الإسلامي مراعية لهذا الجانب وتلك الغاية، وكانت الوسائل الخاصّة بحماية المرأة وتكريمها مهمّة حتّى لا يتسلّل إلى طهرها وعفافها دنس أو رجس، وكانت أعظم الوسائل لأنبل الغايات الأمر بالحجاب الشرعي، ذلك أنّه على المدى البعيد والطويل عمل تجّار المال والشهوات والرذائل على استخدام المرأة في الفساد والإفساد، وإنّ استخدام المرأة وهي شبه عارية اليوم كسلعة تعلن عن سلعة لهو من أعظم العدوان عليها وإهدار لكرامتها، وإنّ من أعظم الوسائل التي تحفظ المرأة من الشرور والوقوع في الآثام وتنأى بها عن مستنقعات العصر ومعطياته هو الالتزام بمعطيات الإيمان والعمل بالأمر الشرعي بالحجاب والستر الذي هو ليس بإهانة للمرأة بل هو من تعظيمها وتقديرهاوحفظها.
ومن هنا تأتي هذه الدراسة الموسّعة حول الحجاب، والتي خطّتها يراعة الكاتب والباحث القدير الأُستاذ محمّد الساعدي، حيث كُتبت بأُسلوب رصين وبقلم عصري وبذوق فقهي مميّز.